صعود تيارات اليمين في الدول الغربية وتهديد الديمقراطية(الجزء الثاني)

د. حميد بحكاك*

رابعا: في أسباب ظهور تيارات اليمين وتمدده

إن تنامي تيارات اليمين وعودتها في شكل جديد في الغرب وفي آسيا ( الهند) وفي أمريكا اللاتينية له أسباب متعددة ومركبة، منها العميقة ومنها الظاهرة على السطح، كما تتفاوت هذه الأسباب من بلد لآخر حسب الثقافة السياسية والانتخابية السائدة وتاريخ البلد، وإذا كانت العنصرية وكراهية الآخر قديمة قدم الإنسان، فإن هذه الظواهر الغير الإنسانية والأخلاقية تطورت مع تطور المجتمعات والدول والأفكار والمعتقدات والأيديولوجيات، ففي عهد اليونان كانت صفة “المواطنة” لا تشمل النساء والعبيد والأجانب1 ولا زالت هذه النظرة إلى “الآخر” الغير الأوروبي سارية في أوروبا والغرب إلى الآن، وتحكم “المخيال الاجتماعي” لها وتطفو على السطح بين الفينة والأخرى، حتى إذا وجدت لها بيئة حاضنة اتخذت لها أشكال وخطابات وتنظيمات وهياكل ومؤسسات من خلال تفاعلها مع أوضاع المجتمع والمحيط الإقليمي والدولي، كما حدث مع ظهور النظام النازي في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، حيث وجدت لها أرضية من خلال زعماء كاريزميون، وظَّفوا أزمات ومخاطر تعيشها الدولة والمجتمع ( الحرب العالمية الأولى، الأزمة الاقتصادية العالمية 1929، اتفاقية فرساي التي اعتبرها هتلر بأنها مذلة ….) وتوظيفها في استثارة مخاوف الشعب، وصناعة عدو المتمثل في “الآخر”، فالأزمات والحروب وما تنتجه من خوف ورهاب توفر الظروف لظهور وانتشار وتطور الخطابات العنصرية واليمينية ، فأثناء أزمة كورونا انتعش اليمين “المتطرف” من خلال معارضته لإجراءات الحجر الصحي والترويج لوجود مؤامرة عالمية هي المسؤولة عن نشر فيروس كورونا، كما أن توافد المهاجرين إلى أوروبا سنة 2015 أعطى دفعة انتخابية لليمين كما حدث في ألمانيا من خلال صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” 2 والحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على أوروبا أنعش اليمين وأظهر نوع من الاصطفاف إلى جانب روسيا، كما تجلى ذلك من خلال مواقف اليمين “المتطرف” الفرنسي الذي اتهم بتلقيه دعما ماليا من روسيا 3 فالأزمات وآثارها تصب الماء في طاحونة تيارات اليمين ، وتجعل منه بديلا انتخابيا للأحزاب التقليدية، وحاجة شعبية انتخابية تترجمها صناديق الاقتراع كتعبير عن ميولات الناخب وتوجهاته وهواجسه ومخاوفه.

ومن بين الأسباب الأخرى تأتي أزمة “الديمقراطية التمثيلية”، من خلال انتخاب نخبة سياسية ترعى مصالحها فقط ومعادية للشعب في نظر اليمين وأنصاره، ومحدوديتها في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدولة والمجتمع، كموضوع الهجرة والمهاجرين الذي يشكل حجر الزاوية في البرامج السياسية والانتخابية والدعاية السياسية لأحزاب اليمين ، كما تتجلى أزمة الديمقراطية التمثيلية في نسبة ارتفاع نسبة “العزوف الانتخابي”، أو التصويت العقابي ضد أحزاب اليسار لفائدة تيارات اليمين الذي ينتقد أيضا النظام الديمقراطي ويطرح بديلا عنه “الديمقراطية الغير الليبرالية” (LA DÉMOCRATIE ILLIBÉRALE)، ويسعى إلى “دمقرطة النظام الديمقراطي” 4كما تعتبر تيارات اليمين أن النظام الديمقراطي السياسي القائم مسؤولا عن خلق طبقة سياسية فاسدة تستغل الشعب، وساهم في إضعاف مؤسسات الوساطة كالنقابات التقليدية، وهو ما تجلى في تظاهرة “السترات الصفراء” في فرنسا الغير المحسوبة رسميا على أي نقابة من النقابات التاريخية في فرنسا، وكذلك انتصار حزب “إما نويل ماكرون” Emmanuel Macron في الانتخابات الرئاسية والتشريعية سنة 2017 وهو حزب حديث النشأة وذو طابع تكنوقراطي ومالي واستطاع أن يتجاوز الأحزاب التاريخية من يمين ويسار ووسط وجدَد ولايته الرئاسية للمرة الثانية في انتخابات 2022، وكذلك الانتصار التاريخي لحزب التجمع الوطني اليميني في فرنسا في الانتخابات الأخيرة سنة 2022 وتشكيله فريق مكون من 89 نائب وهو أقوى فريق معارض داخل الجمعية الوطنية، وكذلك وصول اليمين إلى الدور الثاني في الانتخابات مؤشر آخر على الزحف اليميني نحو السلطة، إذ كان يسقط في الجولة الأولى من الانتخابات في المحطات الانتخابية الفرنسيةالسابقة .

ومن الأسباب الأخرى لظهور تيارات اليمين ما يسمى صراع الحضارات أو الثقافات، فاليمين ضد التعددية الثقافية والدينية، ويعتبرها تهديدا لهوية أوروبا ذات الجذور المسيحية في مقابل الديانات الأخرى وفي مقدمتها الإسلام، مما جعل هذا الأخير في دائرة الاستهداف في خطاب تيارات اليمين، إذ أصبحت الجالية المسلمة والمهاجرين المسلمين محط هجوم وعنف لفظي ومادي فيما يعرف بالإسلاموفوبيا المتصاعدة ( الاعتداء على مساجد ومقابر المسلمين، الرسوم المسيئة للمقدسات الإسلامية، حرق المصحف……) فتيارات اليمين يرى في المهاجرين تهديدا لقيمه وللمجتمع فيما أسماه ب”الاستبدال الكبير” (LE GRAND REMPLACEMENT)، وهو عنوان لكتاب ألفه الكاتب الفرنسي “رينو كامو” أحد منظري اليمين في فرنسا، ويحذر في هذا الكتاب من أن قبول المهاجرين ودمجهم والتسامح معهم سيؤدي إلى استبدال المجتمعات الغربية وثقافتها بالمهاجرين الوافدين إليها5 ، وهذه مؤامرة كبرى تتعرض لها المجتمعات الغربية ذات البشرة البيضاء، ويرى في المهاجرين المسلمين نوعا من “أسلمة” المجتمع الغربي أو “غزو إسلامي” للقارة الأوروبية أمام التحول الديمغرافي لأوروبا العجور حيث تراجع نسبة الشباب مما يصب في صالح المهاجرين حسب تصور اليمين ، ومفردة “الاستبدال الكبير”le grand remplacement  من المفاهيم والمفردات وجزء من الخطاب السياسي العنصري والدعاية الانتخابية في قاموس حزبي اليمين “المتطرف” في فرنسا ( حزب التجمع الوطني، وحزب الاسترداد ) وجزء من مفردات نظرية المؤامرة التي تقتات عليها تيارات اليمين بشكل عام في أوروبا 6 ( complotisme) ، ويثير المخاوف لدى الناخب الأوروبي مما يدفعه إلى التصويت وتبني أفكار اليمين.

ومن الأسباب الأخرى أيضا آثار العولمة على السيادة الوطنية سياسيا واقتصاديا وثقافيا، فاليمين بكل أطيافه له موقف سلبي من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويرى في قرارات الاتحاد الأوروبي أحد أسباب المشاكل التي تعانيها الشعوب الأوروبية، و”الشكوكية الأوروبية” 7 (Euroscepticisme) إحدى خصائص تيارات اليمين الأوروبي، وتختلف أحزاب اليمين في أساليب وطرق التعامل مع نوعية العلاقة والارتباط بالاتحاد الأوروبي، كما ترفض عولمة القيم المتعارضة مع المعتقدات المسيحية، كالمثلية والإجهاض والنسوية والحفاظ على البيئة.

وهذه الأسباب هي نفسها عناصر البرنامج الانتخابي والسياسي لتيارات اليمين ،الذي يسعى إلى تنزيله في حال وصوله إلى السلطة، أو التفاوض حولها واشتراط الالتزام بها أو بعضها في حالة طلبه الانضمام وتيسير وتسهيل وتشكيل ائتلافات حكومية تبحث عن أغلبية مريحة، أو دعم حكومة أقلية وفرض شروطه عليها.

خامسا: اليمين في أوروبا والبرلمان الأوروبي

وتتوزع هذه الأحزاب اليمينية داخل أوروبا وخارجها، ولها قواسم مشتركة تجمعها ثم تختلف حول التركيز على بعض القضايا وطرق التعامل معها وأولوياتها في الأجندة السياسية والإعلامية وذلك لأسباب تكتيكية وخصوصيات محلية تؤدي إلى اختلاف في ترتيب الأولويات والأجندات الانتخابية، وهذه بعض الأسماء على سبيل المثال لا الحصر:

في فرنسا يوجد حزبا الاسترداد، والتجمع الوطني

إيطاليا يوجد حزب إخوة إيطالياوحزب الرابطة

ألمانيا يوجد حزب البديل من أجل ألمانيا

إسبانيا يوجد حزب فوكس

بولندا يوجد حزب القانون والعدالة

فلندا يوجدحزب الفلنديون الحقيقيون

بريطانيا يوجد الحزب الوطني البريطاني

السويد يوجد حزب ديموقراطيو السويد

المجر يوجد حزب فيدز

وفي البرلمان الأوروبي بعد الانتخابات الأخيرة 9 يونيو 2024 يتشكل اليمين من مجموعتين في البرلمان الأوروبي هما “مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين” (76 مقعد)، و”مجموعة الهوية والديمقراطية“(58 مقعد)

وفي هذه الانتخابات حققتتيارات اليمين تقدما نسبيا داخل برلمان الاتحاد الأوروبي خصوصا في فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وهو ما توقعته استطلاعات الرأي قبل هذه الانتخابات، بينما عرف انتكاسة في شمال أوروبا (السويد و فلندا)، ورغم التقدم النسبي لليمين إلا أنه لن يؤثر على توازنات البرلمان الأوروبي في وضعه الحالي8

وتقدم تيارات اليمين في هذه الانتخابات يرى فيه البعض تصويت عقابي ضد الطبقة السياسية، ورغبة في التغيير، وإعادة تقييم تجربة الاتحاد الأوروبي (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مثال صارخ) كما تؤكد هذه الانتخابات ونتائجها فرضية أن تيارات اليمين تنتعش في بيئة تعرف أزمات وتوترات وفي أجواء الحرب (الحرب الروسية الأوكرانية) وكما حدث بين الحربين العالميتين الأولى والثانية إذ انتعشت التيارات الفاشية والنازية.

سادسا: اليمين والعنف (ميليشيات اليمين)

من تيارات وأطروحات هامشية ومعزولة على هامش المجتمع، إلى المشاركة المحتشمة في الانتخابات ثم الدخول إلى البرلمانات والجمعيات الوطنية إلى المشاركة في الحكومات أو دعم حكومات أقلية وتيسير تشكيل تحالفات، وأخيرا تشكيل الحكومات وقيادتها وصناعة القرار السياسي وسن التشريعات التي تعكس توجهاتها خصوصا في مجالي الهجرة والأسرة والقيم والثقافة ( في إيطاليا مثلا)، و بذلك انتقلت الأحزاب اليمينية التقليدية من التهميش والشيطنة التي تعرضت لها طيلة عقود إلى انسيابها التدريجي في المجتمع ثم الدولة والتطبيع معها، إذ انتقلت من اليمين التقليدي إلى يمين الوسط ثم اليمين “المتطرف” ثم اليمين الراديكالي، ولم يقتصر ظهور تيارات اليمين على الأحزاب الرسمية والمعترف بها، وإنما أصبح يتمثل أيضا في مؤسسات ومراكز بحثية ومنابر صحفية وإعلامية، وشخصيات سياسية وإعلامية، وفي الآونة الأخيرة وفي تطور مثير ومقلق لهذه الظاهرة الحزبية والسياسية حسب المتتبعين، بدأت تطفو على السطح ميليشيات يمينية شبابية متطرفة تمارس العنف أو تهدد باستعمال العنف، وتعلن انتمائها علنيا إلى الرموز النازية والفاشية، وهو ما عكسته أحداث ووقائع مسلحة مورس فيها عنف أو تهديد بالعنف ضد أشخاص أو مؤسسات الدولة ورموزها السياسية والدستورية ( كالبرلمان)، كما حدث أثناء احتلال الكونغرس الأمريكي في 6 يناير 2021 من طرف أتباع هذا التيار أثناء الاستعداد لإعلان النتائج الانتخابية وتأكيد فوز الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، إذ ظهرت هذه التيارات اليمينية على المسرح بوجه مكشوف وبشكل مسلح وعنيف وبخطاب صريح يمتح من قاموس اليمين الأمريكي9، نفس السيناريو سيتكرر بتاريخ 8 يناير 2023 في دولة مجاورة للولايات المتحدة الأمريكية وهي البرازيل، إذ احتل اليمين “المتطرف” من أنصار الرئيس البرلمان البرازيلي السابق جاييربولسوناروJairBolsonaro مقر الرئاسة ومبنى الكونغرس بالإضافة عن بناية المحكمة العليا، ودعوا إلى تدخل الجيش كما لم يحضر الرئيس المنهزم حفل تنصيب الرئيس المنتخب “لولا” لأنه لا يعترف بانتصار هذا الأخير وهو ما فعله الرئيس الأمريكي ترامب اتجاه فوز جو بايدن10 ،وفي ألمانيا وبتاريخ 7 ديسمبر 2022 تم اعتقال مجموعة مسلحة محسوبة على تيارات اليمين  كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية في ألمانيا واستهداف مؤسسات الدولة وعلى رأسها البرلمان الألماني (Bundestag )، كما صنفت السلطات الألمانية هذه المجموعات اليمينية “المتطرفة” بأنها الخطر الأول الذي يهدد ألمانيا متقدمة على خطر التنظيمات الجهادية 11 .

وهذا اليمين الراديكالي يتواجد على شكل مجموعات وخلايا، كما ينشط في مواقع التواصل الاجتماعي للاستقطاب وتمرير أفكاره وطروحاته كما هو الشأن بالنسبة للحركات الراديكالية، كما يستعمل الشارات والرموز وارتداء ألبسة وأقنعة متضمنة لهذه الرموز وتوزيع مناشير تدعو إلى أفكاره وطروحاته في التجمعات الرياضية والمهرجانات الفنية والموسيقية وفي ملاعب الكرة، لاستقطاب أعضاء جدد 12.

فكما أن هناك “يمين ديمقراطي” يؤمن بالعمل في إطار المؤسسات والتغيير السلمي والتداول على السلطة في إطار انتخابات حرة ونزيهة، يوجد بجانبه “يمين راديكالي” يؤمن بالعنف كوسيلة للتغيير السياسي، وله موقف ضد المؤسسات (antisystème)، وتتركز هجمات اليمين الراديكالي على مراكز إيواء المهاجرين، وضد المثليين، وربط وإلصاق الانحراف والإجرام بالمهاجرين وسكان الضواحي من المهاجرين.

 

الخلاصة

عودة تيارات اليمين أصبح يشكل ظاهرة مقلقة في الدول الغربية، وفي غيرها من دول العالم، لما يشكله من تهديد للديمقراطية ودولة الحق والقانون والمؤسسات كضامن للتعددية السياسية والثقافية والدينية للمجتمعات، وتهديدا للأقليات والعرقيات الأخرى، ومظهر لأزمة الحداثة الغربية وعجزها عن حماية الدولة والمجتمع من التوجهات العنصرية المهددة للسلم الاجتماعي والأهلي، إذ كيف تتعايش الديمقراطية ذات البعد الإنساني مع أحزاب وتيارات تتبنى العنصرية والخطاب الإقصائي اتجاه الآخر وتبني خطاب الكراهية، أم أن الديمقراطية انحسرت في البعد الإجرائي والشكلي كما هو الشأن في اعتبار دولة الاحتلال الإسرائيلي واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط أو “دولة يهودية ديمقراطية”، أم هو تحول دراماتيكي يعرفه الغرب وانحراف عن القيم الإنسانية العالمية والكونية والعودة إلى الخصوصيات المحلية بأبعادها الدينية والعرقية والثقافية والسياسية، و ترتيب الأوضاع وتصنيف البشر على مقاييس ومعايير العرق واللون والثقافة والحضارة والجنس، بدلا من قيم التعددية الثقافية والسياسية والدينية والعرقية والتسامح واحترام كرامة الإنسان، وترسيخ مفهوم حقوق الإنسان والشعوب كقيمة كونية وعالمية، تعلو على الخصوصيات دون أن تلغيها .

*باحث في مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية بالرباط – المغرب

hbihkak65@gmail.com

المراجـــــــع

1 – علي الصلابي : مفهوم المواطنة وتطوره التاريخي من العصور اليونانية القديمة حتى تاريخنا المعاصر https://rb.gy/m01jy 1/10/2020 شوهد في 12 أكتوبر 2023

2- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل وتداعيات صعود حزب البديل AFD (ملف)، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا، https://rb.gy/i7of0 أغسطس 15, 2023، شوهد في 12 أكتوبر 2023

3- Pascal Avot : Comment Poutine a recruté la droite française, https://rb.gy/x1y50

15 novembre 2022 , vu le 12 octobre 2023

4 – Thomas Arnaldi : LA DÉMOCRATIE ILLIBÉRALE EST-ELLE L’AVENIR DE L’EUROP, https://rb.gy/pj6t4 6 mai 2018, vu le 12 octobre 2023

5 – Alice Galopin, Thibaud Le Meneec : L’article à lire pour comprendre pourquoi le “grand remplacement” est une idée raciste et complotiste ; https://rb.gy/knay7 14 MARS 2022 , vu le 13 Octobre 2023

6 – Stéphane François : La question du complotisme à l’extrême droite, moteur de sa géopolitique, Dans Géopolitique des extrêmes droites (2022), pages 31 à 35 ; https://rb.gy/0oaea vu 13 octobre 2023

7 – Gilles Ivaldi : Euroscepticisme, populisme, droites radicales : état des forces et enjeux européens ; https://rb.gy/nb2ou , 23 Feb 2018 vu le 13102023

8- PascaleJoannin :Malgré une poussée à droite, la coalition majoritaire sortante avec plus de 400 sièges   devrait être reconduite ;   https://rb.gy/75e6yd ; 17 juin 2024

9 – Geoffrey Kabaservice Assaut du Capitole : « Cette crise montre à quel point Trump est parvenu à détourner le Parti républicain de ses principes »

10-“البولسونارية”… الوجه الظاهر لليمين المتطرف البرازيلي الذي قاد محاولة انقلاب فاشلة؟ https://rb.gy/88xdh 9 يناير 2023 شوهد في

11 – En Allemagne, la justice démantèle un réseau d’extrême droite qui voulait attaquer le parlement و https://rb.gy/88xdh , Le Temps avec l’AFP , 07 décembre 2022 vu le 26092023

12- Jean-Baptiste Ronzon: LA MENACE TERRORISTE ISSUE DE L’ULTRADROITE EN FRANCE ET EN EUROPE , Fondation Jean-Jaurès, https://rb.gy/5kwzp ; 09/05/2023 vu 1102023.

 

A propos CERSS مركز الدراسات 333 Articles
Administrateur du site

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*