دول البريكس، قوة اقتصادية وجيوسياسية

د. حميد بحكاك



مقدمة



انعقدت في جوهانسبورغ عاصمة جنوب إفريقيا القمة الخامسة عشر لدول البريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا تحت شعار "بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو والتنمية المستدامة والتعددية"، واستمرت هذه القمة على مدى ثلاثة أيام من 22 إلى 24 أغسطس 2023 (من الثلاثاء إلى الخميس)، بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة بالإضافة إلى رؤساء دول البريكس باستثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي شارك عن بعد عبر الفيديو وناب عنه في القمة وزير خارجيته سيرغي لافروف، وشكل موضوع توسيع البريكس أبرز نقاط جدول أعماله بالإضافة إلى تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء في التعاملات التجارية والمالية لتقليص الاعتماد على الدولار.  

البريكس والثقل الاقتصادي



تتأسست مجموعة البريكس سنة 2009، انعقدت القمة الأولى في روسيا سنة 2009 وكان موضوعها مواجهة آثار الازمة المالية العالمية لسنة 2008 وما فجرته من تساؤلات حول مسؤولية النظام الاقتصادي والمالي العالمي وارتباطه وارتهانه باقتصاد المنظومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وعملتها الدولار، والتفكير في البحث عن بدائل موازية للنظام المالي العالمي. وفي هذا السياق بدأت الخطوة الأولى سنة 2014 إذ سيتم تأسيس بنك للتنمية أو "بنك مجموعة البريكس" كما يسمى إعلاميا ومقره في شنغهاي، هذا البنك يعتبر نواة لتأسيس نظام مالي عالمي موازي يتطلع إلى نوع من الاستقلالية عن المؤسسات والسياسات المالية العالمية التي تراها دول البريكس مسؤولة عن أزمة 2008 وتكرس الأحادية القطبية في المجال النقدي والمالي والاقتصادي، كما تمّ الاعتماد على العملات المحلية في المبادلات التجارية بين دول البريكس كبداية في أفق التحرر من هيمنة الدولار كعملة مرجعية في السوق الاقتصادي والمالي العالمي ((DÉDOLLARISATION1

ويضم البريكس خمس دول ( إلى حدود انعقاد هذه القمة ) عُرفت بالدول الصاعدة نظرا لوزنها الاقتصادي والمالي، كما التحقت جنوب أفريقيا بالمجموعة سنة 2010 ، وتمثّل دول البريكس 25 % من الناتج المحلي العالمي و20 % من التجارة العالمية و30 % من مساحة العالم و43 % من مجموع سكان العالم وهذا الرقم يعكس الوزن الديمغرافي (وهذه الأرقام تتعلق بالدول الخمس للبريكس) وسوق عالمي لتصريف المنتجات وبضائع وخدمات الدول الأعضاء، فالصين والهند أصبحتا اهم مستوردي البترول الروسي وهو ما خفف العقوبات نسبيا على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا، بالإضافة إلى وجود دول تتوفر على احتياطي البترول والغاز بعد انضمام الدول الجديدة (السعودية إيران والإمارات ) كما أن البريكس قوة نووية ( روسيا والصين والهند ).

وهذه العناصر المتنوعة تمنح دول البريكس قوة استراتيجية وموقع جيوسياسي وجيو اقتصادي على الصعيد العالمي والدولي، وكلما توسعت المجموعة تعزز دورها كقوة مضادة تساهم في صياغة نظام عالمي جديد على أسس جديدة ذات طابع تعددي تنافسي اقتصادي بالأساس، بعد أن تراجعت الايديولوجيا التي طبعت الاستقطاب الدولي أثناء الحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي، والملاحظ أن مجموعة البريكس ليست متجانسة في الأوزان والأحجام والتأثير الجيوسياسي والعلاقات، فهناك خلافات حدودية بين الصين والهند والعلاقة بينهما حذرة، والسعودية والإمارات بينهما تنافس محموم، كذلك الموقف من الحرب في أوكرانيا التي تشنها روسيا إذ ليس هناك تأييد بالكامل لروسيا في هذه الحرب، كما لم تشارك دول البريكس في تطبيق العقوبات المفروضة على روسيا واكتفت بالمواقف الديبلوماسية المعارضة للحرب والدعوة إلى اعتماد الحوار والتفاوض كسبيل لوقف هذه الحرب، كما أن هناك اختلاف بين الطبيعة السياسية لهذه الأنظمة فهناك أنظمة ديمقراطية كالهند وجنوب إفريقيا مقارنة بأنظمة ذات توجه سلطوي في المجموعة، وهذا التفاوت في الأوزان والأحجام يجعل من الصين وروسيا قوتين مهيمنتين بحكم عضويتهما الدائمة في مجلس الأمن والوزن العسكري .

طالع بقية المقال بالضغط هنا

Articles – Analyses

  • د. حميد بحكاك *   مقدمة انعقدت في جوهانسبورغ عاصمة جنوب إفريقيا القمة الخامسة عشر لدول البريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا تحت شعار “بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو والتنمية المستدامة والتعددية“، واستمرت هذه القمة على مدى ثلاثة أيام  من 22 إلى 24 أغسطس 2023 (من الثلاثاء إلى الخميس)، بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة بالإضافة إلى رؤساء دول البريكس باستثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي شارك عن بعد عبر الفيديو وناب عنه في القمة وزير خارجيته سيرغي لافروف، وشكل موضوع توسيع البريكس أبرز نقاط جدول أعماله بالإضافة إلى تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء في التعاملات التجارية والمالية لتقليص الاعتماد على الدولار.  البريكس والثقل الاقتصادي   تأسست مجموعة البريكس سنة 2009، انعقدت القمة الأولى في روسيا سنة 2009 وكان موضوعها مواجهة آثار الازمة المالية العالمية لسنة 2008 وما فجرته من تساؤلات حول مسؤولية النظام الاقتصادي والمالي العالمي وارتباطه وارتهانه باقتصاد المنظومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وعملتها الدولار، والتفكير في البحث عن بدائل موازية للنظام المالي العالمي. وفي هذا السياق بدأت الخطوة الأولى سنة 2014 إذ سيتم تأسيس بنك للتنمية أو [...]
  •  L’Institut de Développement Social a organisé  le 29 juillet 2023 une cérémonie de remise des diplômes aux lauréats marocains et africains subsahariens de l’institut.  Le Directeur de l’IDS a, dans son mot d’ouverture de la cérémonie, félicité les lauréats et remercié les formateurs pour leur engagement citoyen et leur dévouement à la formation des futurs agents de développement social de notre pays et de divers pays du continent africain. De son côté le Professeur Abdallah Saaf, président du Centre d’etudes et de Recherches en Sciences Sociales (CERSS)  a également félicité les lauréats et remercié les formateurs et annoncé les prochains projets visant l’amélioration de la qualité des formations au sein de l’institut et la création de nouvelles filières. En guise de reconnaissance des efforts déployés par les membres de l’équipe pédagogique des attestations d’appréciation et de reconnaissance leur ont été remises. Le directeur de l’IDS a annoncé à la fin de la cérémonie l’ouverture des inscriptions pour l’année 2023-2024. Toute [...]
  • د. حميد بحكاك مقدمة  عرفت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في 14 ماي 2023 التي جرت في يوم واحد، وأسفرت هذه الانتخابات عن نتائجها البرلمانية النهائية في الجولة الأولى بينما استمرت الرئاسية إلى الجولة الثانية لعدم حصول أحد المرشحين للرئاسة على الأغلبية المطلقة في الدورة الأولى، كما هو معمول به في النظام الرئاسي التركي، وجرت جولة الإعادة يوم 28 ماي بين المرشحَّين الأوفر حظا، وهما مرشح “تحالف الجمهور” الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان ومرشح تحالف الشعب كليجدار أوغلو. وتهدف هذه الورقة إلى عرض هذه النتائج وقراءتها من حيث الأسباب والدلالات. وقد حظيت هذه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية باهتمام كبير محليا وخارجيا، فعلى مستوى الداخل عرفت استقطابا حادا ونسبة مشاركة عالية جدا وصلت إلى 88 في المائة مما يضفي عليها مصداقية محلية وخارجية، كما حظيت هذه الانتخابات باهتمام دولي، من خلال الاهتمام الإعلامي الأوروبي والأمريكي والذي وصل إلى حد التحيز ضد المرشح رجب طيب أردوغان، وهو ما عكسته عناوين المجلات والصحف والجرائد والندوات والتحليلات، وما تم الاعتراف به لاحقا بعد ظهور النتائج النهائية لهذه الانتخابات1 أرقام ومعطيات انتخابية  أعلنت هيئة [...]
  • شارك مركز الدراسات والابحاث في العلوم الاجتماعية والمنتدى المدني الديمقراطي المغربي في الندوة الافتراضية بمناسبة مرور 65 عاما على “مؤتمر المغرب العربي” بطنجة: أي مستقبل للحلم المغاربي؟ الندوة الرقمية كانت من تنظيم؛ المؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والإعلام (بون-ألمانيا) MagDe التكتل الجمعوي بطنجة الكبرى (طنجة-المغرب) TATM مؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية العربية والإفريقية (تونس) AFRAS مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية (الرباط-المغرب) CERSS فيما يلي نص البيان الختامي:    البيان الختامي لندوة 65 عاما عن مؤتمر طنجة
  • د.حميد بحكاك * مقدمة تستعد تركيا لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في 14 ماي 2023، إذ سينتخب الشعب التركي رئيسا جديدا للبلاد و600 نائب في البرلمان التركي لمدة خمس سنوات، وهذه الانتخابات تحظى بأهمية بالغة على المستوى الداخلي والخارجي، وتصادف الذكرى المئوية الأولى لتأسيس تركيا، وبالتالي لها رهانات متعددة الأطراف والأهداف وتفيض عن مساحة تركيا جغرافيا و جيوسياسيا وتحديدا في ارتباطها بمستقبل “حزب العدالة والتنمية” الذي قاد تركيا أكثر من عقدين من الزمن وبالرئيس “رجب طيب أردوغان ” الذي يخوض هذه الانتخابات الرئاسية لولاية ثالثة وأخيرة، وكذلك بتداعيات الحرب الروسية الاوكرانية إقليميا ودور تركيا في هذه الحرب وانعكاساتها داخليا وعلاقتها بدول الجوار وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي السياق الوطني والدولي لهذه الانتخابات تأتي هذه الانتخابات في سياق داخلي يتسم بتضعضع الاقتصاد التركي وانخفاض الليرة وارتفاع التضخم وارتفاع البطالة يضاف إلى ذلك انعكاس الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف  50 الف قتيل تركي وأكثر من 30 مليار دولار خسائر مادية وأكثر من ثلاثة ملايين فقدوا منازلهم، وكان من المتوقع أن تؤجل هذه الانتخابات نظرا [...]
  • د. حميد بحكاك   حظيت تركيا في الآونة الأخيرة باهتمام إعلامي وأكاديمي وسياسي كبير خصوصا بعد صعود “حزب العدالة والتنمية” وقيادته لتركيا والتحول الذي عرفته لمدة عشرين تقريبا )منذ 2002( ، وهذا الاهتمام مرده إلى الموقع الجغرافي والجيوسياسي لتركيا على رقعة الشطرنج العالمية و التحولات التي عرفتها على الصعيد الداخلي والخارجي إقليميا ودوليا وانتقال السياسة الخارجية من صفر مشاكل إلى أدوار إقليمية مؤثرة، وما يهمنا في هذه الورقة هو القوة الإقليمية لتركيا وتأثيرها وأدوارها في اللعبة الدولية على الصعيدين الديبلوماسي والجيوسياسي وعلى مستوى إدارة التحالفات والتدخلات والوساطات خصوصا في الحرب الروسية الأوكرانية التي كشفت هذه الأبعاد في السياسة الخارجية التركية، ومعرفة عناصر القوة الثابتة والمتغيرة التي بوأت تركيا كفاعل إقليمي مؤثر. أولا: في المحددات الجغرافية والقومية    وتركيا الحالية من الناحية الجغرافية هي نتاج اتفاقية لوزان في 24 يوليوز 1923 التي وقَّعتها بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، هذه الاتفاقية حسب حكومة أردوغان سلبت تركيا كثيرا من المناطق والدول التي كانت تنتمي للإمبراطورية العثمانية وهو ما تراه ظلما تاريخيا [...]

Agenda du CERSS

rapport-stratégique 2019-2021

MÉMORANDUM DU CERSS SUR LA NOUVELLE VOIE DE DÉVELOPPEMENT

Statistiques de visites

  • 1
  • 1 938
  • 2 467
  • 18 246
  • 67 979
  • 2 361 120
  • 9 086 020

CONTACT

Adresse1: Faculté de Sciences Juridiques Economiques et Sociales, Boulevard des Nations Unies, Agdal – CP. 10080 Rabat.

Adresse2: BP. 721, Agdal, Rabat.

Adresse3 : 14, Avenue d’Alger, Immeuble B, Appartement n°3, Hassan, CP.10020 Rabat

E-mail1: cerss1993@gmail.com
E-mail2: info@cerss.org

Tél/Fax: + 212 537 76 06 76


Ce que nous lui devons

Abdallah Saaf
Directeur du CERSS
Comment parler d’une institution où l’on a, somme toute, passé une grande partie de sa vie ? Je suis entré en 1968 à la Faculté des sciences juridiques , économiques et sociales de rabat Agdal, université Mohammed V, et y suis resté jusqu’à aujourd’hui, c’est-à-dire toute ma période estudiantine, moins la période passée en France pour y mener les études de troisième cycle (de 1972 à 1975), et puis depuis cette dernière date l’engagement à vie comme enseignant, moins une année sabbatique (1979). Cela fait cinquante-cinq ans moins quatre. Et cela continue.

Dans les itinéraires des gens, on peut reconnaître les lignes qui peuvent structurer toute une existence, les axes centraux autour desquels tout s’enchaîne : la nature des études, le parcours d’enseignant chercheur, l’engagement politique formalisé par l’attachement à une organisation dès les premiers pas comme étudiant dans cette Faculté, les perceptions que l’on a de soi et des autres, les responsabilités intellectuelles, morales, humaines et même politiques et administratives.

La Faculté est devenue au fil du temps comme un repère principal de l’identité de ceux qui y ont connu une telle trajectoire dans l’univers universitaire marocain qui n’a cessé d’évoluer. Monde réduit au départ, il n’a cessé de s’élargir au fur et à mesure. La Faculté devint comme une raison de vivre s’exprimant non seulement à travers le positionnement idéologique, politique, académique, mais même à travers le vestimentaire, le langagier et la façon d’être.

1.L’inscription.

La première fois où j’ai foulé le sol de la Faculté devait être le début de l’année universitaire 1968-1969. Jeune bachelier, j’étais déjà informé sur les conditions d’inscription alors très simples. Dès la première visite, après une attente somme toute légère, muni du minimum de documents requis, j’en sortis sans coup férir, dûment inscrit. La bureaucratie universitaire en ces temps-là était encore à un stade premier.

Plus tard, et de manière progressive, j’ai vu une Faculté qui s’installait au moment des inscriptions, au fil des ans, dans la tension, sous l’effet d’une inéluctable massification. Les débuts d’année donnaient lieu à de grands attroupements de centaines de jeunes à l’assaut des bureaux d’inscription. Il y eut des années où ces rassemblements frôlaient la fronde. Cette ambiance de heurts parfois d’affrontements dura quelque temps. Pendant ce temps, les formalités administratives devenaient plus complexes, la liste des conditions pour devenir étudiant s’allongeait. Ainsi l’inscription, avant même l’assiduité, le rapport pédagogique, les examens, les diplômes, était devenue un enjeu de taille.

Puis advint le numérique et ses solutions magiques, qui firent place nette.

2.Le métier d’enseignant.

La Faculté pour un étudiant devenu plus tard enseignant chercheur en son sein s’est emparé de notre vie. J’y ai passé comme nombre de collègues de longs moments, une grande partie de ma vie. Le cadre institutionnel qu’elle offrait donnait un sens particulier au parcours de tout un chacun. Je lui suis redevable de beaucoup de choses : les efforts que l’on y déploie pour essayer d’être au niveau, d’être à jour, d’améliorer la formation des étudiants et la nôtre propre, la place que l’on peut occuper dans le champ culturel, voir dans le champs public…

Comme nombre de mes collègues, j’envisageais depuis le lycée de « faire carrière » comme on dit, dans l’enseignement. Depuis la fin du secondaire je rêvais d’être enseignant de philosophie dans un établissement loin de l’axe Rabat-Casablanca, passant mon temps libre, hors enseignement – un professeur dispose d’un temps quasiment illimité- à ruminer les œuvres de mes auteurs préférés d’alors (Nietzsche, Marx, Camus, Sartre, et autres…). Et puis du fait du hasard de l’attribution des bourses me voici étudiant en droit public à la Faculté de droit de l’Agdal, et non en philosophie comme je le souhaitais. Et comme je ne réussissais pas à renoncer à mon inclination que je voyais comme naturelle pour la philosophie, je m’inscrivis en même temps à la Faculté des Lettres de Rabat en philosophie.

A la Faculté de droit les professeurs étaient les héros de cet univers nouveau pour moi comme pour tous les nouveaux inscrits. Chacun avec sa personnalité, son parcours, son vocabulaire, ses repères, son esprit, son aura, celles de ses compétences reconnues. Les uns étaient des universitaires purs, apolitiques, fiers de leur distance avec les affaires de la cité. Les autres appartenaient à une race qui m’était jusque-là totalement inconnue : des gens qui curieusement déambulaient devant nous avec une liberté de paroles et de démarches qui nous intriguait, se réclamant de militances politiques variées, la plupart de gauche, mais pas seulement…Ces vedettes politico-académiques siégeaient ouvertement dans les directions des partis de l’opposition. Cela n’empêchait pas la plus grande courtoisie entre des professeurs. Les dissensions n’étaient pas visibles. Bien sûr, il y eut des moments où les animosités partisanes s’aiguisaient davantage.

Nous recevions les contenus du savoir dont ils voulaient bien nous approvisionner comme des dons généreusement prodigués par des bienfaiteurs. Nous buvions leurs paroles, la quantité de connaissances qu’ils déversaient sur nous, y compris de longues digressions, des anecdotes et des mots d’esprit, dans un silence religieux, dans la discipline des apprentis artisans de chez nous, un certain sens de l’écoute qui semble s’être évaporé ces derniers temps, et beaucoup de reconnaissance. Certains dictaient le même cours depuis longtemps et le reproduiront longtemps encore, d’autres les animaient, d’autres nous tenaient en haleine comme dans des thrillers.

Durant les trois années de licence, pleines en dépit de l’agitation estudiantine constante de ces temps-là (cela s’appelait la période de « la nouvelle gauche »). Dans cette ambiance-là, on pouvait ressentir et souvent plus que ressentir, se délecter d’apprendre sous divers angles la chose politique, institutionnelle, constitutionnelle, juridique, économique et tout ce qui est en rapport avec l’apprentissage des sciences sociales. Le cours était en général une fête et nous le vivions souvent collectivement comme tel.

Parmi les enseignants, lesquels ne nous ont pas marqués ? Tous nos enseignants français brillaient, compétents, professionnels, excellents pédagogues, et nous leur vouions un grand respect. Parmi eux il y avait des profils devenus des légendes comme Claude Palazolli, qui enseigna longtemps des matières de droit public comme le droit constitutionnel, les finances publiques, auteur du « Maroc politique », etc…Nous fûmes plus tard attristés d’apprendre sa mort accidentelle sur une des plages de l’Amérique latine. Il y avait aussi le rigoureux professeur Daniel Bardonnet, qui nous enseigna les relations internationales et le droit international, et que nombre de nos étudiants ont retrouvé à Paris dans leurs jurys de thèse. On ne peut oublier le professeur Michel Rousset en droit et sciences administratifs, l’un des plus avertis connaisseurs de sa discipline et du système institutionnel marocain. On ne peut pas ne pas mentionner des professeurs rigoureux en droit privé, mais qui faisaient partie de notre cursus de droit public, comme Jean Decroux, Jean Deprez et Moussa Aboud…

Il y avait aussi quelques professeurs marocains, ceux dont la réputation était déjà bien établie, ceux qui incarnaient des étoiles montantes , et ceux qui n’étaient là que pour un moment: Mohammed Lahbabi et sa géographie économique, et ses multiples récits sur le gouvernement d’Abdellah Ibrahim et sur sa collaboration avec le fondateur de l’ENI Enrico Mattei ; les cours apaisés de feu Abdelouahed Belkéziz sur le droit international privé, le doyen de la Faculté de l’époque ; et bien entendu d’Abdelaziz Bengelloun, qui outre ses compétences disciplinaires a contribué à mon sens à la formation de l’image d’un esprit universitaire chez les enseignants même si on ne lui connaissait pas de filiation partisane. On sentait que d’autres silhouettes qui se mouvaient dans les murs de la Faculté n’étaient là que de passage, préoccupées de partir ailleurs incessamment quelque part dans les appareils d’État ou dans les organisations internationales.

Ces figures ont constitué des repères saillants de la Faculté et structuré son identité et durablement influé non seulement sur le processus de formation d’une grande partie de nos élites, mais aussi sur les processus d’élitisation eux-mêmes.

3. La relation professeur-étudiants



Quels enseignements tirer de tant d’années de rapports avec les étudiants au sein de la Faculté ? Les étudiants sont l’objet central des préoccupations de tous. A la Faculté, personnellement j’ai appris à être en posture permanente d’apprentissage. La relation maître-élève, professeur-étudiant peut s’avérer féconde dans les deux sens. Certains étudiants vous apprennent sur des questions ponctuelles, qui pour une raison ou une autre n’ont aucun secret pour eux (en raison de leur expérience, de leur emploi, de leur préoccupation...), plus que ne vous en apprendraient vos collègues ou vos lectures. Vos étudiants, à des moments particuliers deviennent vos maîtres…

Une des certitudes que je me suis forgée dans ma Faculté de droit de Rabat-Agdal est que les compétences et l’expertise acquises par l’enseignant ne pouvait pas l’empêcher de rester ouvert aux réflexions ou aux connaissances pouvant provenir des étudiants. Parmi ces derniers nombreux étaient ceux qui occupaient déjà des postes au sein de l’État et qui avaient incontestablement les éléments d’une certaine expérience. Après leurs études et l’obtention de leurs diplômes, ils deviennent de précieuses sources d’information.

Un des débats les plus passionnants entre professeurs à plusieurs reprises a concerné ce que l’on appelle « le niveau » des étudiants, cette problématique semblait stigmatiser les étudiants provenant des établissements de l’enseignement public. En enseignant, je me suis fait une idée sur cette question du « niveau ». Selon les ans, le « niveau » pouvait être relevé, moyen, ou un peu plus bas. Il y avait des années où on avait de belles promotions en termes d’intelligence, de volonté d’apprendre, de désir de s’améliorer, de la qualité des interpellations adressées au professeur sur les contenus du cours. Il y avait aussi des années où la présence estudiantine était pédagogiquement de niveau inférieur. Je m’interdis de généraliser. Cette opinion, je la défendis et la défends toujours, l’ idée selon laquelle qu’à supposer qu’ils arrivent faiblement armés du secondaire--ce qui reste d’ailleurs à vérifier, car cela relève souvent du préjugé--, ils disposent de plusieurs années à passer à la Faculté pour améliorer leur formation. Quel que soit le « niveau », plusieurs d’entre nous s’estimaient désormais responsables de cela.

4. Professeur plus.



Un professeur peut être happé par des tâches administratives au sein de la Faculté elle-même (bureau syndical, chef de département, doyen de la Faculté elle-même ou ailleurs). Tout l’enjeu consiste à lutter pour ne pas être absorbé par les responsabilités institutionnelles. Peu lui résistent et comme ces poètes en cessation d’inspiration, ils finissent par se pendre à leur lyre et à déserter la scène universitaire.

Beaucoup de collègues nominés ont quitté l’enceinte universitaire. Certains ont résisté et mené la double vie. Mais où donc étaient-ils des vacataires ? A la Faculté ou dans le poste qu’ils occupaient ailleurs et qui les accaparait davantage et même les poursuivait partout où ils se rendaient ? Le double attachement n’est pas sans intérêt : dans certains cas, ce type d’enseignants apportait un plus, leur pratique institutionnelle alimentait les contenus quelque peu théoriques du cursus.

J’étais doyen de la Faculté de droit à Mohammedia quand je fus intégré dans le gouvernement d’Abderrahmane El Youssoufi comme ministre dans le domaine de l’Éducation Nationale (mars 1998- novembre 2002). Comme doyen, je continuai à donner mes cours habituels, les six heures réglementaires.

Après ma nomination comme ministre dans ledit Gouvernement de l’Alternance, j’ai fixé un horaire pour mes cours. J’avais en master deux cours sur les politiques publiques, l’un en langue arabe et l’autre en langue française. J’en avais un troisième en théorie des relations internationales. Cela faisait six heures en tout, j’ai vu dans les yeux de mes étudiants dés le premier cours qu’ils ne croyaient pas que j’allais tenir le coup, comme d’autres avant moi, pour eux, tôt ou tard j’allais reporter, annuler voire au bout d’au certain temps, incapable de cumuler, disparaître et me faire remplacer, comme d’autres l’ont fait avant moi. Dans leurs regards, il y avait comme un défi : « On va voir jusqu’où tu vas aller. Un cours, deux, trois… ? ». Je pense avoir tenu le coup tout au long de ces année-là. J’ai résisté à l’absorption de l’enseignant par la machine ministérielle.

Tout de même, je garde un souvenir qui jusqu’à aujourd’hui me culpabilise. J’avais informé en début de la dernière année de ma période gouvernementale, le coordinateur du master « Pratique diplomatique » que je ne souhaitais plus assurer le cours de « Théorie des relations internationales » que j’assurais jusque-là. Je pensais l’affaire entendue. Il n’en fut rien. Quelle fut ma surprise lorsqu’en fin d’année à l’approche de l’examen le coordinateur vint me voir pour me dire que les étudiants du dit master m’attendaient pour l’examen. Je n’en revenais pas. N’avais-je pas suffisamment insisté auprès du coordinateur ? Était-ce ma faute ? Une solution d’urgence fut trouvée, mais il s’agit d’un de mes plus mauvais souvenirs de la Faculté et je m’en voulus de n’avoir pas pris les précautions nécessaires pour formaliser la décision.

A la fin du gouvernement de l’Alternance (novembre 2002), à la rentrée d’un cours, un collègue m’avait lancé « un bon retour à la Faculté ». Peu importe quelle fut son intention, maligne ou bienveillante, je ne voulus pas lui dire la réplique que j’avais très clairement en tête : « je ne suis jamais parti pour être de retour ».

5. L’a-retraite.



Après des parcours officiels, un passage au gouvernement par exemple, ou une responsabilité universitaire ou administrative (décanat, présidence de l’université, la direction d’un département…), rares sont les anciens responsables qui reprennent le chemin des classes. Sur plusieurs décennies quelques-uns à peine l’ont fait. Il faut dire aussi qu’en général, au-delà des retraites administratives ordinaires, telles que prévues par le statut de l’enseignant chercheur, la Faculté de droit de l’Agdal, très légaliste, et aussi formaliste que l’exigent les textes en vigueur, a toujours reçu à bras ouverts ceux qui veulent continuer à enseigner. L’âge ne comptait pas avant même le label de « l’éméritat » dans sa version actuelle.

On peut se demander pourquoi ces enseignants continuent à enseigner alors que leur temps légal est fini et qu’ils n’ont rien à y gagner. En observant les pratiques des collègues, les prédécesseurs et les successeurs, je pourrai citer entre autres trois éléments d’explication :

-Tout simplement, ceux qui ont choisi très tôt le métier d’enseignant-chercheur, répugnent à délaisser la classe ou l’amphi. Il leur est difficile d’accepter de s’arrêter. Dans notre Faculté des collègues étaient presqu’enthousiastes à l’idée de s’arrêter, de prendre leur retraite, il suffit de lire les traits de leur visage quelque temps après pour y décrypter une indicible désillusion.

-Une seconde explication peut être avancée à partir des échanges avec les collègues qui ont vécu ou vivent cette situation : le professeur qui continue à enseigner au-delà de sa retraite vit une période où il est libéré de toute pression administrative ou autre, plus disponible, fort de son expérience, au faîte de sa maturité et où il sent qu’il peut toujours donner de lui-même. Des professeurs comme Abdallah Ibrahim, Allal El Fassi, Driss Slaoui, Abdelhadi Boutaleb, Jallal Essaïd et bien d’autres…

- Enfin il peut être considéré plus souvent qu’on ne le pense, qu’enseigner est davantage qu’un métier. Il s’agit d’une passion qui habite le professeur jusqu’au bout de ses forces. Alors, l’âge légal compte peu. Et l’aventure continue.