
يعتبر الشباب رأسمالا ذا أهمية كبرى في أي عملية بناء للحاضر والمستقبل، وللتنمية الإقتصادية والإجتماعية لأي أمة. في المغرب، ورغم مرحلة الانتقال الديمغرافي التي تتميز بانخفاض نسبة الخصوبة والنزوع نحو شيخوخة الساكنة، فإن فئة الشباب تظل مكونا أساسيا في المجتمع حيث يمثل الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 34 سنة ثلث الساكنة. وهم بمثابة طاقات كامنة يمكن الإستفادة منها لتحقيق التقدم المنشود.
لكن الملاحظ هو أن هذه الفئة لم تحظ في السياسات العمومية المتبعة إلى الآن ومنذ الإستقلال، بالاهتمام اللازم الذي يمكنها من القيام بالدور المنتظر منها للمساهمة في تقدم البلاد. ويعاني الشباب بسبب هذا التهميش من وضعية صعبة تتجلى مظاهرها في مستويات مختلفة. على المستوى السياسي، يلاحظضعف مشاركة الشباب في العملية السياسية بحيث يسجل عزوفه عن المشاركة في الإنتخابات، وصعوبة توليه المسؤوليات داخل مؤسسات الوساطة التقليدية (الأحزاب، النقابات، هيآت المجتمع المدني) ومشاركته في تدبير الشأن العام الوطني والمحلي، نتيجة عدم تجديد النخب.
على المستوى الإقتصادي، يسجل عدم نجاح العديد من البرامج الرامية إلى إدماج الشباب في الدورة الاقتصادية ( برامج مقاولاتي، إدماج وغيرها..) مما نتج عنه ارتفاع نسب البطالة خاصة بالنسبة لحاملي الشهادات (معدل بطالة الشباب يصل إلى حوالي 20 بالمائة).وقد أدى هذا الوضع إلى احتلال المغرب الرتبة 120 من أصل 183 بلدا في مؤشر التنمية للشباب.
وفي المجال الاجتماعي، أدى تهميش الشباب في السياسات العمومية المتبعة إلى تفشي الأمية وتدني مستوى التعليم بفعل عدم تحقيق هدف تعميم التعليم والهدر المدرسي خاصة في العالم القروي. كما أنتج هذا التهميش ضعف خدمات الرعاية الصحية والإجتماعية. وثقافيا، يتجلى تهميش فئة الشباب في ضعف البنيات التحتية في مجالات الفن والترفيه والرياضة.
إن ضعف السياسات العمومية الخاصة بالشباب على مختلف هذه المستويات أدى إلى عدة مظاهر للإقصاء والتهميش منها تعاطي المخدرات وارتفاع نسبة الجريمة والنزوع نحو التطرف والتفكير في الهجرة غير الشرعية.
إن هذا الوضع غير المرضي للشباب في بلادنا لا يمكنه أن يستمر في ظل السياق العالمي والجهوي والوطني الذي يعرف تحولات عميقة خصوصا بعد ثورات ما يعرف بالربيع العربي. حيث تعرف مختلف جهات العالم ومنها المغرب احتجاجات للشباب ضد نتائج العولمة الكاسحة المتجلية في اتساع رقعة الفقر والبطالة والإقصاء. وقد ساعد على ذلك وما يزال ارتفاع وعي الشباب بسبب الثورة التكنولوجية التي شهدتها وسائل الاتصال والإعلام، والإقبال على استعمال شبكات التواصل الاجتماعي.
إن إرضاء فئة الشباب وتمكينها من المساهمة في التنمية الشاملة والمستدامة للبلاد، يتطلب وضعها في صلب السياسات العمومية المختلفة وإعطاءها الأهمية اللازمة خاصة وأن المغرب يجتاز مرحلة انتقال ديمقراطي وينص دستوره على « إشراك الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للبلاد ». ومن شان هذا التوجه توفير فرص أفضل لإدماج هذه الفئة في المجتمع وفي الاقتصاد لتكون فاعلة أكثر، ولتعزيز قيم المشاركة والمواطنة لديها.
النشاط | التوقيت |
استقبال المشاركين والمشاركات | 09h00-09h30 |
التسيير السيدةرجاءخدايشي | |
كلمات الافتتاح والتأطير السيدةخديجةبنطالب،رئيسة الجامعةللجميع – سلا »ورقةتعريفيةحولتأسيسالجامعةللجميع – سلاالسيدةفاطمةالزهراءالخولاني،نائبةرئيسةالجامعةللجميع – سلا، « تقديمالأنشطةالمقررةلسنة 2019 »السيدسعيدالدكالي،المسؤولعنبرنامج « تعليمالكباربالمغرب » DVV INTERNATIONAL السيدمصطفىأبرج،رئيسفيدراليةالجامعةللجميع | 09h30-10h00 |
استراحة شاي | 10h15-11h45 |
الجلسة الثانية | |
السيدعبداللهساعف،مديرمركزالدراساتوالأبحاثفيالعلومالاجتماعية، المحاضرة الافتتاحية: « المواطنةوالتنميةوالسياساتالعمومية »السيدكريستوفمستر،مديرالمركزالدوليللدراساتمنأجلالتنميةالمحلية– ليون: « أزمةالمواطنةوإعادةتركيبها » . | 11h45-12h00 12h00-12h15 |
نقاش عام | 12h15-13h15 |
Soyez le premier à commenter