الرباط – 15 أكتوبر 2025
في خطوة تعكس التزاماً مستمراً بالدينامية العلمية والاجتماعية، عقد مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية (CERSS) جمعه العام العادي يوم السبت الموافق 11 أكتوبر 2025، بالمعهد الوطني للتهيئة والعمران بمدينة العرفان في الرباط. وجاء الاجتماع برئاسة مدير المركز، الأستاذ عبد الله ساعف، ليشهد تقييماً شاملاً لحصيلة السنوات الثلاث الماضية، وتجديداً لهياكل الإدارة، مع نظرة مستقبلية نحو برامج بحثية جديدة تهدف إلى تعزيز دور المركز في فهم التحديات الاجتماعية والسياسية بالمغرب والمنطقة.
بدأ اللقاء بتقديم تقرير مفصل عن إنجازات الفترة من 2022 إلى 2025، وفقاً للمخطط الثلاثي الذي اعتمده المركز. وكانت هذه الحصيلة غنية بالمبادرات البارزة، أبرزها إصدار « التقرير الاستراتيجي للمغرب »، الذي يُعد مرجعاً أساسياً لفهم الديناميات الوطنية. كما شهدت الفترة تنظيم ست جامعات صيفية وشتوية حول قضايا حيوية تهم الشباب، التنمية الاجتماعية، المنطقة المغاربية، والمسألة الاجتماعية عموماً. ولم تقتصر الإنجازات على النشاطات الداخلية، بل امتدت إلى تعزيز الشراكات الدولية والمحلية، من خلال التعاون مع مراكز بحثية وفاعلين أكاديميين وجمعويين في المغرب وخارجه، مما عزز من مكانة المركز كمنصة للحوار والابتكار.
وفي سياق النقاشات حول المرحلة المقبلة، ركز الجمع على برامج بحثية طموحة، منها إعداد دراسات وكتب جماعية حول « المغرب السياسي » و »تعزيز دور الثقافة في المدرسة المغربية »، بالإضافة إلى مواضيع أخرى تتناول السياسات العمومية والتحديات المعاصرة. هذه المشاريع، التي ستُنفذ بالتعاون مع فريق يضم نحو 50 باحثاً وأستاذاً جامعياً متطوعاً، تعكس منهجية المركز المبنية على الالتزام العلمي وحرية البحث، بعيداً عن أي ضغوط خارجية.وخلال الجلسات، مصادق الجمع على التقريرين الأدبي والمالي، مما يؤكد الشفافية والمساءلة في إدارة المركز. كما تم تجديد هياكله التنظيمية الرئيسية، بما في ذلك المكتب التنفيذي، والمجلس الإداري، والمجلس العلمي، لضمان استمرارية العمل بكفاءة أعلى في ظل التحديات الراهنة.
يُعد مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية أقدم مراكز التفكير من نوعها في المغرب، إذ أُسس عام 1993، ويحتل مراكز متقدمة في التصنيف العالمي السنوي الصادر عن جامعة بنسلفانيا الأمريكية. يعتمد المركز على إمكانياته الذاتية البشرية والمادية، ويصدر دورياً « التقرير الاستراتيجي المغربي » ومجلة « أبحاث »، إلى جانب إنجاز دراسات أكاديمية وميدانية لتقييم السياسات العمومية. وفي تطور إيجابي، حصل المركز عام 2022 على صفة عضو استشاري خاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) التابع للأمم المتحدة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي.
يأتي هذا الاجتماع في وقت يشهد فيه المغرب تحولات اجتماعية واقتصادية عميقة، حيث يُعد دور مراكز مثل CERSS حاسماً في صياغة رؤى علمية تساهم في بناء سياسات مستدامة. ومع تجديد هياكله، يبدو المركز أكثر استعداداً لمواجهة التحديات المستقبلية، محافظاً على دوره كصوت علمي موثوق في الساحة الوطنية والإقليمية.
Soyez le premier à commenter